التخطيط الجيد يجعلك دائما مستعدا لخوض تجاربك الجديدة دون تردد ويقلل من فرص إحباطك في النتائج المحققة، خاصة وإن كان مجال عملك يحتاج لشخص مبدع لا يملك رفاهية إهدار وقته في تصحيح أخطاء لم يكن يتوقعها وطاقته في محاولة إيجاد بدائل سريعة وغير مكلفة للوصول لأقرب نتيجة ممكنة من المستوى المقبول، وفيما يحتاج مجال الإنتاج الإعلامي وصناعة الأفلام بشكل كبير للارتجال فيما يخص الأفكار ومجازفة الخروج من المساحات الآمنة أحيانا إلا أن عمل مديري التصوير يتطلب اعتماد خطط محكمة قبل بدء أخذ أولى اللقطات.
وفي هذا المقال الذي نشره موقع "No film school" سيجد مديرو التصوير دليلا من أربع خطوات لكيفية التحضير للعمل لأولئك الذين لا يفضلون المجازفة ولا ينتظرون أن ينتهي التصوير بلقطات مغايرة لتلك التي خطط المخرج للحصول عليها، في حين سيظل الارتجال اختيار البعض الآخر مثل المصوران المحترفان الشهيران "كار واي" و"كريستوفر دولي" اللذان يعتمدان خطط مختصرة جدا يحضرانها قبل التصوير بيوم واحد.
1- الأفكار:
يبدأ بعض مديري التصوير التحضير لعملهم في مراحل متقدمة بمناقشة الأفكار مع مخرج العمل لكي يتمكن في النهاية من توصيل سمات ودوافع الشخصيات وروح الفيلم، فيما يبدأ آخرون عملهم في مرحلة متأخرة ويرجع ذلك لاختيار المخرج.
ويمكن تلخيص دور مديري التصوير بشكل مقتضب بأنهم هم من يقومون باستخلاص رؤية مخرج العمل لتخرج بصورة واضحة بصريا، ولذلك كلما استطاع الاثنين مناقشة العمل الفني سويا بشكل مباشر كلما أصبح الفيلم النهائي أقرب للصورة التي تم التخطيط لها في البداية.
وتعد مرحلة التحضير الأولى الأساسية والتي يتفق فيها لمخرج ومدير التصوير على الكثير من التفاصيل الخاصة بالعمل مثل التبادل بين الإضاءة الطبيعية أو الاصطناعية ونسبة توازن الصورة وكذلك حركة الكاميرا.
2- موود بورد:
مرحلة الاستعانة بالموود بورد أو كما تعرف أحيانات بلوحة الإلهام أو لوحة تجميع العينات والأفكار تعد مرحلة هامة وأساسية في عمل مديري التصوير، حيث يعتمد عليها في تنظيم وتوصيل الحالة البصرية للمشروع الفني الذي يتم الإعداد له، حيث تضم مزيجا من اللقطات واللوحات والصور المقترحة /المتخيلة يمكن الاعتماد عليها كي تتم ترجمة الأفكار إلى مرجع مرئي.
وتساهم الموود بورد في جمع الصور المشابهة لبعضها في نوع الإضاءة وألواح الألوان والفلاتر ومخزون الفيلم لتوضيح رؤية كل من مدير التصوير والمخرج.
وبما أن صناعة الأفلام تعتمد بالأساس على الجهد الجماعي وتتطلب تعاون كل طاقم العمل، يجب على مدير التصوير مشاركة "الموود بورد" الخاصة به مع بقية الفريق لكي يتمكنوا من المشاركة بأفكارهم والوصول للاختيار المناسب للوحة الألوان التي تتماشى مع رؤية المخرج.
3- قائمة اللقطات:
بعد أن يتم الاستقرار على ما يمكن تسميته باللغة المرئية للفيلم، يأتي دور التحضير لقائمة اللقطات أو القصة المصورة ويتم بناء على السيناريو "السكريبت" المكتوب الاتفاق بين المخرج ومدير التصوير على قائمة اللقطات الخاصة بكل مشهد.
ويجب على مدير التصوير في هذه المرحلة أن يقوم بتدوين اللقطات الرئيسية لكل مشهد لكي تكن لديه فكرة واضحة عم سيتم تصويره، ويمكنه كذلك الاستعانة ببعض الصور والاسكتشات وصور لمواقع التصوير كمرجع له قبل بدء العمل، ولتيسير تنفيذ ذلك يمكنه أن يحول هذه الصور والاسكتشات إلى نسخة أولية من الصور المتحركة لكي تحاكي النسخة النهائية من الفيلم.
وتساهم الصور المتحركة بشكل كبير في صناعة الأفلام التي يجب تنفيذها بشكل سريع أو تحتوي على لقطات معقدة وكذلك في التحضير للقطات المؤثرات البصرية.
4- الإعداد الفني:
الخطوة الأخيرة التي يقوم بها مديرو التصوير في مرحلة "ما قبل الإنتاج" هي تحضير قائمة بمعدات التصوير التي سيتم الاستعانة بها وكذلك خطة للإضاءات التي سيتم استخدامها.
وبالاستعانة بلقطات الموقع الموجودة في قائمة اللقطات يمكن لمدير التصوير أن يستخلص مواضع الإضاءة في الصورة للفيلم، ويفضل أن يقوم كذلك في هذه المرحلة بمشاركة المدير الفني فيما توصل إليه لكي يتأكد أن خطة الإضاءة المحددة ستناسب موقع التصوير، ويمكن تخصيص جدول خاص بكل قسم سيتم تصويره وهو ما سيسهل عمل كل من مدير التصوير ومدير الإنتاج.
كما أن تصوير بعض المشاهد التجريبية قبل التصوير الحقيقي سيساهم بشكل كبير في خروج الفيلم النهائي كما خطط له خاصة في المشاريع الكبيرة.
وإن تم الاستعانة بمنسق الألوان في الفيلم، فيجب أن يتم اطلاعه على لوح الألوان لكي يتمكن لاحقا من اختيار المناسب لموضوع الفيلم.
وتساعد "الموود بورد" كذلك مصمم الديكور في عمله، حيث ستتضح له ما هي الدعائم اللازمة وكذلك كيفية تصميم الإطار الذي يعكس رؤية المخرج.
ويعني الإعداد الفني كذلك تحضير برنامج أو جدول التصوير، ويجب أن يحظى باهتمام كبير من مدير التصوير وذلك لأن إضاءة النهار الطبيعية تؤثر بشكل كبير على موعد بدء التصوير.
وباختيار وتنقيح الأفكاروالمزاج العام للقصة، تصبح لغة الفيلم واضحة بشكل كبير، ووجود خطة للتصوير لن يضمن فقط سهولة القيام بالعمل ولكن سيسهم كذلك في الاتفاق على المغزى من المشروع لكل من المخرج ومدير التصوير وبقية فريق العمل، ولذلك يعد التنظيم والإعداد الجيد أساسيين لإتمام أي مشروع عمل فني بدقة وسرعة وذلك حين يعمل الجميع للوصول للهدف ذاته.
رابط المقال على موقع "No film school":
https://nofilmschool.com/how-cinematographer-should-prepare-shoot?
Comments