ما الفرق بين العدسات السينمائية وعدسات التصوير الفوتغرافي!
ولماذا هي باهضة الثمن!
لماذا العدسات السينمائية باهضة الثمن، شخصيا لدي إجابة لهذا السؤال ولكن الإجابة قد تحتمل الصواب أو الخطأ، على أي حال فإنني أرى بأن جميع الأدوات المستخدمة في عالم صناعة الأفلام تتطلب أن تكون بمواصفات معينة وهي أن تعطينا كامل التحكم فيها ، وأن تعطي نتائج دقيقة و ذو جودة وكفاءة عالية وتحقق لي الإستمرارية في أداء العمل بسهولة، ولهذه الأسباب والمواصفات العالية فكان لا بد من العدسات أن تكون مكلفة وغالية.
الجسم الخارجي
إن أول الأشياء التي تستطيع أن تميزها ما بين العدسات السينمائية أو الفوتوغرافية هو الجسم الخارجي، فلو أخذنا على سبيل المثال عدسات التصوير الفوتوغرافي سنرى بأنها غالبا تختلف في التصميم الخارجي، بعضها يأتي بمعلومات كاملة والأخرى لا تذكر سوى البعد البؤري، والبعض الآخر قد لا يعطيك التحكم بآلية الفوكس والتدرج الضوئي وبعضها قد لا يعطيك معلومات عن أي ما تم ذكرناه سابقا، وهنالك جزء من العدسات التي لا تكون مهيئة لإضافة الملحقات التصويرية، ولكن عندما ننظر إلى العدسات السينمائية سنجد أن كل المعلومات متواجدة على التصميم الخارجي، فإن جميع أرقام الفوكس متواجده وجميع أرقام التدرج الضوئي و البعد البؤري، وهذا شيء جدا مهم للعاملين في قطاع صناعه الأفلام حيث إنهم يعملون كفريق من عدة فنيين وهؤلاء الفنيين هم المسؤولين عن تحريك بعض أدوات الكاميرا وليس المصور فقط، فهو عمل جماعي ولذلك فإن المعلومات تصبح قيمة بأن تكون متواجدة على التصميم الخارجي لتكون تحت أعين جميع العاملين وبذلك يكون الجميع على صفحة واحدة، كذلك فإن تصميم العدسة جدا مهيئ لإضافة بعض الملحقات التصويرية، وهذا أمر مهم حيث يجعل من العدسة وطريقة تصوير المشهد مبتكره في عدة إستخدامات.
الفرق ما بين T- stop و F-stop
إن الفرق مابين قراءة التدرج الضوئي في العدستين هو نتيجة لعمليات حسابية مختلفة لكمية الضوء، فإن قياسF-stop يعنى به قياس كمية الضوء التي ستدخل العدسة في حين إن قياس T-stop هو كمية الضوء الذي يصل إلى نهاية العدسة، وهي القراءة الصحيحة والأدق، فإنه يقال بأنك لو كنت تمتلك عدسات تصوير فوتوغرافية بنفس عدد فتحة العدسة وقمت بتصوير مشهد من عدستين مختلفتين المقاس فإنك ستلاحظ هنالك فرق في درجة الإضاءة، وإن كانوا على نفس رقم فتحة العدسة، وهذا الشيء ليس بحاصل في العدسات السينمائية فإن تدرجات الضوء متشابهة على نفس رقم فتحة العدسة دون اختلاف وهنا نتحدث عن عامل الإستمرارية.
البعض قد يجد عدسات فوتوغرافية ذو حلقات لفتحة العدسة، حسنا يوجد بعض الحلقات على بعض العدسات ولكن للأسف ليس كل شيء كامل فلو أخذت أي عدسة تصوير فوتوغرافي وقمت بتحريك حلقة فتحة العدسة ستلاحظ صوت طرطقة في كل مرة يتم تحريك رقم فتحة العدسة، بينما في العدسات السينمائية فإن جميع حلقات العدسة تتحرك بمرونة سلسة لا تسمع لها صوتا وهو شيء مهم جدا عند التصوير فجميع الموجودين في موقع التصوير يجب عليهم إلتزام الصمت من أجل تركيز الممثلين في أداء المشهد، فليس فقط الجميع ملتزم بالصمت ولكن أيضا الكاميرا وكل ما يتعلق بها من ملحقات حتى لا تسبب إزعاجا وتشتت من انتباه الممثلين، ناهيك عن إن هذه الأصوات التي تظهر من خلال تحريك الحلقة يعني أن تغيير التدرج الضوئي في الصوره سيكون ملحوظا للعين مما يسبب تشتيت لإنتباه المشاهد لو تم تغيير التدرج الضوئي بهذه الطريقه وهذا ليس بحاصل في العدسات السينمائية فجميع الملحقات صامته وناعمه في حركات لتعطي أكبر قدر من الأداء العالي.
شخصيات العدسات
جميع العدسات التي يتم تصنيعها قد تتميز بشخصية ما وما ننعنيه بالشخصية هو أن تكون العدسة حاملة لصفات وخصائص معينة تجعلها منفردة عن باقي العدسات ومن أحد هذه الأشياء هي كالتالي:
الإنحناءات
بعض العدسات وخصوصا العدسات السينمائية القديمة أو عدسات التصوير الفوتوغرافي قد تتواجد بها بعض الإنحناءات في الصورة قد ينظر البعض إلى هذه الصفة بأنها عيب أو قد ينظر لها كأنها أداة جيدة توظف في المشهد لخدمة قصة الفيلم.
التحليل اللوني
هو ما يعرف عنه بالفلتر اللوني الذي قد تظهره العدسات بشكل واضح فعلى سبيل المثال معروف عن عدسة Cooke السينمائية بأن لون بشرة الإنسان في هذه العدسات يميل إلى الصفار أو اللون الكريمي بينما عدسات Samyang قد تميل لون البشرة إلى اللون الأخضر وهذه الخصائص وإن كانت دقيقة لكنها أحيانا تكون مهمة والفاصلة في قرار شراء العدسات أو التصوير بها.
Chromatic Aberration
في حقيقة الأمر لا أعلم إن كانت هنالك ترجمة لهذا المصطلح ولكنه وبكل بساطة عند إنتقال الضوء من خلال العدسة حتى المستشعر الضوئي فإنه يمر بعمليات الإنكسار الضوئي نتيجة العدسات المتواجدة في داخل جسم العدسة وأثناء هذه الإنكسارات الضوئية قد يهرب إحدى الإشعاعات اللونية والتي قد تضفي تأثير لوني على الصورة المصورة فنرى تأثير واضح للون الأخضر أو الأزرق أو الوردي على الصورة، يقال بأن هذا العيب متواجد في جميع العدسات ولكن هنالك تكنيك جديد مستخدم عند شركة آري في مجموعتها الماستر برايم للعدسات السينمائية حيث قامت بإضفاء صبغة لونية دافئة على الإنكسار اللوني الهارب، وقد استخدمت الألوان الدافئة حتى يبصبح هذا العيب سهل الإندماج مع الألوان الأخرى في الصورة فلا يصبح ظاهرا للعيان.
Lens flare
من قرارات اختيار العدسات أيضا هو في طريقة تحكمها وتصويرها للنس فلير فعلى سبيل المثال لدينا عدسة الأنامورفيك وهي العدسات السينمائية المشهورة بطريقة إلتقاطها لصورة التوهج الضوئي والتي ستراها من خلال العدسة على شكل خطوط، وبما إننا ذكرنا عدسة الأنامورفيك هنا فوددت أيضا أن أشاركم بأن ما يميز هذه العدسات هم حجم الصورة المختلفة عن باقي العدسات ولذلك يصبح لديك بعدا أخر لتصوير المشاهد.
Bokeh
وهي الأشكال بدون التحديد البؤري، فبعض العدسات تقوم بتصوير أشكال للبوكيه كالبيضاوي والسداسي والمعين فبعض المصورين يفضلون أشكالا على أخرى.
Breathing effect
وهو واحد من العوامل المهمة في اختيار العدسات السينمائىة، بكل بساطة البريثنق أيفيكت هو أحد العيوب المتواجدة في العدسات السينمائية القديمة أو عدسات التصوير الفوتوغرافي، عندما يتغم تغيير الفوكس يحصل تغيير في حجم الصورة وهو ما يشتت من انتباه المشاهد ويقوم بتخريب تصميم المشهد من حيث تغيير في حجم الصورة، بينما في العدسات السينمائية الحديثة إن هذا العيب لا يوجد فالمصور يستمتع في تصميم المشهد دون الخوف من تغير حجمه مما يوقعه في مشاكل لإعادة التصميم وتوزيع الإضاءة.
لما حجم العدسات ثقيلة وكبيرة
هنالك عدة أسباب لهذا التساؤل نتناولها كما يلي:
بعض الشركات الخاصة لبيع العدسات السينمائية تقوم بتوفير ميزة جدا مهمة ألا وهي بيع العدسات كجموعة ومن مميزات هذا الأمر إنها تبيع العدسات بمختلف المقاسات ولكن ذو رقم فتحة عدسة موحد وهذا الأمر مهما كما ذكرنا سابقا في خاصية الإستمرارية بحيث عندما تقوم بتصوير مشهد ما ولكن من زوايا ومقاسات مختلفة فإنك لا تفكر في إعادة توزيع الإضاءة حتى نحقق الإستمرارية في صورة المشهد فالشركات تقوم بتوفير هذه الميزة التي توفر عنك عناء العمل الزائد وضياع الوقت، ومن أجل هذه الميزة أن تتوافر كان لابد من إضافة قطع زجاج كثيرة لتحقيق هذه الميزة والتي بدورها جعلت من العدسات حجمها ثقيل وكبير، ليس ذلك وفقط بل إن بعض العدسات السينمائية التي يتواجد بها أكثر من بعد بؤري (الزوم) تستطيع أن تقوم بتغيير مقاس البعد البؤري دون فقد درجة واحدة من الضوء ومن أجل هذه الخاصية المميزة لابد أن يتم توفير زجاج أكثر في جسم العدسة مما يزيدها وزنا وحجما كما ذكرنا سابقا.
إن من الأسباب الأخرى للحجم والوزن الثقيل هو ميزة إستخدامها من قبل الـStedicam مصور أو أي شخص يستخدم معدات لنظام التثبيت، فكما نعلم من أجل إستخدام هذه المعدات لابد من ميزان الكاميرا وجعلها متوازنة على المعدات المستخدمة ولو قمت بتصوير المشهد ومن ثم أردت تغيير مقاس العدسة وكانت العدسة مختلفة في الوزن والحجم فهذا يعني بأنك ستقضي ١٥ دقيقة إلى ٣٠ دقيقة في محاولة لميزان الكاميرا على المعدات وهذا ما يجعل الجميع يتأخر في العمل و ضياع الوقت يعني ضياع المال، فتخيل لو كانت العدسة التي تم تغييرها بنفس وزن وحجم العدسة السابقة المستخدمة مما يعني عدم ضياع الوقت في تضبيط الميزان الخاص بالمعدات مما يجعل الجميع الجميع سعيدا خصوصا في عدم تبذير الوقت.
الجدل الأكبر في عالم العدسات
إن الجدل الأكبر الحاصل في عالم العدسات هو ما بين العدسات القديمة والعدسات الحديثة وما بين العدسات الناعمه والعدسات الحادة وللأمانة لايوجد فريق فائز فأنا دائما أقول بأن هذه أدوات مختلفه نستخدمها وفق الظروف التي تجعل من كل أداة لها ميزة عن الأخرى بعض الصفات التي قد تنظر لها كعيب قد تكون ميزة في تصوير إحدى المشاهد والعكس صحيح.
في السابق كنت اعتقد إذا ما أردت شراء عدسة جيدة فلا بد أن تكون حادة لأنه الحدة كان معيار الجودة بالنسبة لي في السابق، حتى سمعت مقابلة لأحد المصورين السينمائين المشهورين وهو روجر ديكنز حيث صرح في مقابله بأن يحب العدسات التي صورتها تشابه الطريقة التي يرى بها من خلال عينه وأضاف بأن عينه حادة ولكن ليست كحدة العدسات التي قد تظهر تجاعيد البشرة والعيوب الجلدية فتشتت من إنتباه المشاهد لأن المهم في رواية القصة أن يندمج المشاهد وأن لا يتشتت بسبب أشياء قد تعتبر ثانوية أو غير مهمة أبدا في الفيلم، وقد أقنعني هذا الرأي كثيرا.
نصيحة من القلب إلى القلب
لكل من يهتم في شراء المعدات أو عمل فيدوات تسويقية لبعض العدسات يرجى إجراء بعض الإختبارات التي ستساعدنا نحن المشاهدين على قرار شرائنا لهذه العدسات إحدى هذه الإختبارات هي تصوير الوسيلة الإختبارية وتتوافر هذه لوسيلة بأشكال مختلفة يتم تصوير مشهد من خلال هذه الوسيلة ومراجعه الصورة وتحليلها فمن خلال الوسيلة ستتعرف عما إذا كانت العدسة المصور بها تعاني من إنحناءات في الصورة والبريثنق إيفيكت والتأثير اللوني
أما الإختبار الثاني فهو تصوير عنصر إنساني لماذا؟ لأن العنصر الإنساني مهم في رواية القصة وبالتالي هم ما يتم تصويره أكثر شيء في السينما ومن خلاله يرتبط المشاهد بالحبكة لذلك مهم جدا أن نرى كيف يبدون الإنسان من خلال هذه العدسات
فأنا كنت ولا زلت مؤمنة بأننا نمتلك الأدوات الكافية لتجعلنا متطلعين في عملنا وخبراء في تقييمنا وهذه دعوة لتطوير المحتوى العربي ليكون منافسا للمحتويات الأخرى.
Commentaires