ونحن نحتفل بيوم المرأة ونبارك الإنجازات العظيمة التي تحرزها نساء الكون عاماً بعد عام، لازلنا أيضاً نتحدث عن الفجوات بين نساء العالم الجميلات ورجال العالم الطيبين وما يترتب على ذلك من تبعات تؤثر على رخاء الأمم واقتصادها وتطورها.
في الثامن من آذار من العام 1908 خرجت آلاف النساء حاملات لقطع الخبز والورود ليؤكدن على ضرورة حصول نساء العالم على حقوقهن العمالية والسياسية وحقوق الأمهات العاملات، ساعيات بذلك للوصول إلى بيئة عمل أفضل لكلا الجنسين.
وعلى الرغم من التقدم الواضح والملموس الذي نشهده في الوقت الراهن إلا أن النساء لازلن بحاجة للكثير من الدعم من كافة الجهات لخلق التوازن المرجو في مختلف المجالات، فالنساء العاملات حتى يومنا هذا لا زلن يتقاضين دخلاً أقل من الرجال بما نسبته 20% إلى 40% نظير قيامهن بنفس الأعمال، وتشكل النساء ما نسبته %10 إلى 20% فقط من المناصب الإدراية، وإذا ما نظرنا إلى العالم العربي تحديداً فسوف نجد أن معدل البطالة في صفوف الإناث يمثل ضعف معدل البطالة لدى الذكور.
وتتراوح مشاركة المرأة الضعيفة "بطبيعة الحال" في سوق العمل عالمياً ما بين 15% في قطاع الصناعة، 18% في قطاع الطاقة، 19% في قطاع تكنولوجيا المعلومات والقطاع المالي، 25% في قطاعي الصحة والتعليم، لتصل إلى أعلى مستوياتها في المنظمات الغير ربحية وبما نسبته 37%.
أما إذا ما تطرقنا إلى صناعة الترفيه تحديداً فسنجد أن مشاركة المرأة تمثل 16% فقط وتشكل مشاركتها في قطاع الإعلام والإتصال ما نسبته 24% ، وهناك امرأة واحدة مقابل خمس رجال تقف خلف كل مشهد تتم صناعته ويتربع الرجال على عرش أعلى الأجور فيما تحتل النساء ذيل القائمة.
لم تعد مشاركة المرأة رفاهية أو طريقة لإثبات الذات أو الإستقلال المادي، فالأمر فاق ذلك كله وأصبح عمل المرأة ضرورة عالمية ملحة، فإذا ما نظرنا إلى التقارير سنجد أن مشاركة المرأة بشكل مساو للرجل ستمكن العالم من رفع الناتج القومي الإجمالي إلى ما قيمته 28 ترليون دولاراً بحلول العام 2025 (وفقاً لمنظمة العمل الدولية). وكما يروي المنتدى الإقتصادي العالمي في حكاياته عن جميلات الأعمال فإن عالمنا الكبير يلزمه مئة وثمان أعوام أخرى من مشاركة النساء الفاعلة ليغلق الفجوة الجندرية وليتوازن وليصبح مكاناً أفضل.
إنه من واجب المرأة نفسها أولاً وقبل كل شيئ أن تزاحم بقوة لتفرض حضورها في عالم أعمال شديد المنافسة، ثم تقع المسؤولية على عاتق شريكها الرجل والإدارات والمؤسسات والحكومات ودول العالم أجمع لتحقيق "التوازن للأفضل"، و كل عام و سيدات الخبز والورود بألف خير ونجاح وعطاء وتقدم.
Article by:
Comments