قد يتساءل الكثير منكم عن أهمية الشاشات الخارجية، وهل فعلا هو أمرا مستحق أن ندفع مبالغ طائلة قد تساوي قيمة كاميرا جديدة فقط من أجل الشاشة؟
حتى تتعرف على إجابة هذا السؤال لا بد من توضيح بسيط لبعض المميزات أو الخدمات التي تقوم بتقديمها الشاشات وسبب تواجدها في أغلب مواقع التصوير الإحترافية، وبعد الإطلاع على مجمل هذه المميزات تستطيع أن تقرر بكل بساطة إذا ماكانت الشاشات حاجة أساسية لعملك القادم أو لا.
إن سبب توافر الشاشات في المقام الأول هو نتيجة لعدم إهتمام بعض الشركات المصنعة للكاميرات
السينمائية بتوفير شاشات ضمن مكونات الكاميرا فكانت بعض الكاميرات تباع دون وجود شاشة، مما جعل الكثير من المصورين لللجوء إلى الإستعانة بالشاشات الخارجية حتى يستطيعون رؤية ما يقومون بتصويره. ولكن اليوم وبفضل تطور التكنولوجيا حولنا واتساع سوق صناعة الكاميرات، بدأت الشركات فعليا في الإستثمار بتوفير الشاشات في أجهزة الكاميرات المباعة، وتوفير الكثير من المميزات والخدمات التي قد تغنيك عن الشاشات الخارجية، ولكن نظرا لأن السوق متجه نحو إنتاج كاميرات ذو أحجام صغيرة وخفيفة فكان لابد من هذا الأمر أن ينعكس على حجم الشاشة، مما جعلها في معظم الكاميرات صغيرة نسبيا، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المصورين يلجؤون مرة أخرى للإستعانة بالشاشات الخارجية.
الحجم
إن الحجم هو أحد العوامل الرئيسية التي من أجلها يتم الإستعانة بالشاشات الخارجية، إن عرض الصورة على مساحة أكبر سوف تجعلك ترى الصورة بشكل أسهل ومريح، علاوة على ذلك عند النظر إلى الصورة ضمن مساحة كبيرة فهذا يعني سهولة في التعرف على العيوب التي قدد تتواجد في الصورة مثال الـ Noise والـ flickering، أو أي عنصر قد لا تود تواجده في المشهد، فالنظر إلى صورة ضمن مساحة كبيرة يعني السهولة في النظر إلى التفاصيل والتعرف على الأخطاء.
المرونة
كمصور سينمائي لا بد وأنك في أحد الأعمال ستقوم بإستخدام معدات ثقيلة وعالية كالرافعات والطائرات، وعندما يتم تركيب الكاميرا على هذه المعدات وتكون على مستوىى مرتفع من الأرض فإنه من الصعوبة النظر من عبر شاشة الكاميرا، ولذلك ستجد وجود بعض الشاشات الخارجية في أيدي المخرجين أو المصورين الموصلة لاسلكيا مع الكاميرا، وهذه ميزة جدا مهمة وعملية.
الخرائط البيانية
إن الخرائط البيانية هي عبارة عن مراجع و مصادر للتعرف على الكثير من المعلومات التي قد تهمك مثل درجة سطوع الإضاءةو الألوان وتشبعها.
Waveform
هي إحدى الخرائط الأساسية والتي أصبحت اليوم متواجدة في بعض أجهزة الكاميرات، الويفروم هي ميزة جدا مفيدة، يتم من خلال هذه الميزة بيان درجات سطوع الإضاءة في الصورة حتى يسهل على المصور التعرف على درجات الإضاءة في الصورة وإذا ماكان يقوم بالتصوير ضمن الحدود الآمنة، وما نعني به بالحدود الآمنة هي الحدود التي تستطيع الكاميرا إلتقاطها دون أن تفقد تفاصيل الصورة، وهذا ما يحدث عندما يتم إستخدام إضاءة جدا عالية أو جدا خافتة مما يؤدي إلى حرق الصورة وضياع التفاصيل وعدم المقدرة على استرجاعها.
RGB Waveform
هي أيضا خريطة تشابه كثيرا الويفروم ولكن تم إضافة خاصية الألوان الأساسية وهي الأحمر والأخضر والأزرق بحيث تستطيع الآن معرفه درجة سطوع الإضاءة بالصورة وكذلك درجة الألوان، وهي ميزة شخصيا إستفدت منها في أحد الأعمال حينما كانت زميلتي تعاني من عمى الألوان وكان كل واحد منا ينظر إلى اللون بطريقة مختلفة تماما، فوجود مرجع أو مصدر موثوق مثل الشاشات ليحل هذه المعضلات بسهولة أمر جدا مفيد.
Vectorscope
الفيكتور سكوب هو أيضا خريطة بيانية ولكن مهمته إيضاح درجة تشبع الألوان في الصورة، وهي خاصية جميلة للتعرف إذا ماكان هنالك لون طاغي على الصورة، فعلى سبيل المثال لو كنت أقوم بالتصوير على الإعدادات الأساسية شنجد أن بيانات الخريطة نوعا ما متوازنة في توزيع الألوان، وإذا قمت بإختيار فلتر السيبيا Sepia سوف نلاحظ أن هنالك رسوم بيانية ترسم خطا نحو حرف ال R وهو للدلالة على طغيان اللون الأحمر في الشاشة.
تحديد نقاط التركيز في الصورة
Focus Assist
بعض المصورين قد يعتبرون إن هذه إحدى أهم المميزات التي تقوم بتوفيرها الشاشات، لكنني أود القول إن اليوم هنالك الكثير من الشاشات التي تتواجد فيها هذه الميزة الجميلة، ولكن ماذا نعني بهذه الميزة؟
هي بكل سهولة تساعدك على تحديد نقاط التركيز في الصورة عن طريقة خطوط توجيهية بألوان معينة و تستطيع أن تحدد أي لون للدلالة على نقاط التركيز. وهذه الميزة جدا مهمة لأحد أفراد طاقم العمل وهو مساعد المصور الأول حيث إن مهاماته الأساسي هو تحديد نقاط التركيز في الصورة، عن طريق هذه الخاصية وغالبا في مواقع التصوير ذو عدد طاقم كبير نجد إن مساعد المصور الأول يتواجد في مكان ما ومع شاشته الخاصة يقوم بتحديد نقاط التركيز بعيدا عن المصور حتى يفسح له مجال من المساحة والحرية في الحركة، أو كما ذكرت إذا ما تم وضع الكاميرا على أحد الرافعات فهذا الأمر لن يقوم بعرقلة مساعد المصور الأول إذا ماكانت لديه شاشه خارجية موصلة إلى الكاميرا.
مقاس الصورة
كما ذكرنا في إحدى المقالات السابقة عن حجم الصورة أو مقاسها. فنحن اليوم نعلم أن هنالك العديد من المقاسات السينمائية المختلفة بل وإنك حتى تستطيع أن تقوم بإختراع مقاسك الخاص. ولكن للأسف فإنه في غالب الكاميرات اليوم لا يقومون إلا بالتصوير ضمن مقاس واحد ألا وهو ١٩:٦ مما يخلق بعض الصعوبات لدى المصورين الذين ينوون التصوير بمقاسات مختلفة ونظرا لهذه المشكلة، فإن الكثير من المصورين يستعين بالشاشات الخارجية والتي بدورها تقوم بتوفير قوالب لأحجام سينمائية تستطيع أن تصور بها بكل أريحية أو حتى توفير خدمة صنع مقاسك الخاص.
False Color
إن هذه الميزة هي مشابهة جدا لميزة الويفورم، ولكن ما يميز هذه الخاصية هو سهولة عرض المعلومات المتعلقة بدرجة سطوع الإضاءة، حيث تقوم بتحديد كل درجة من الإضاءة بلون معين فيصبح سهل على
المستخدم أن يتعرف على درجات الإضاءة فورا من خلال مشاهدة الألوان الظاهرة على الشاشة، فعلى سبيل المثال إذا ما قمنا بتشغيل الخاصية وشاهدنا إن اللون الأحمر طاغي على الصورة فهذا يعني إن الإضاءة جدا ساطعة والتي تعني أن تفاصيل الصورة لم يتم تسجيلها لأنها حرقت كما يعبر عنها بالتعبير التصويري، وكذلك الحال إذا ما رأينا أن اللون الأزرق طاغي فهذا يعني أن الإضاءة جدا خافتة والتي أيضا تعني بدورها أنه لا توجد تفاصيل بالصورة والتي تعتبر صورة محروقة، ويوجد على أحد زوايا الشاشة مرجع للألوان ودلالتها فعلى سبيل المثال إذا ما أردت التأكد من إن الممثل تم إضاءته بصورة ممتازة فهذا يعني أن اللون الذي يجب أن يكون
ظاهرا على بشرة الممثل إما الأخضر أو الوردي على حسب المرجع الموجود في الشاشة. إن هذه الخاصية جدا ممتازة للتعلم على فن توزيع الإضاءة والتأكد من درجات توزيع الإضاءة بشكل سريع، في نهاية المقال سوف أقوم بوضع رابط لمقال أجنبي يتحدث عن هذا الموضوع لمن مهتم في هذا الأمر.
LUTs
هي عبارة عن تأثيرات أو فلاتر لونية يتم إستخدامها أو صنعها لتلوين الصورة التي تكون بصيغة LOG وهي خاصية جدا مفيدة تساعدك على رؤية الشكل النهائي للصورة أثناء التصوير، الكثير من المصورين المحترفين يمتلكون عدد من الملفات اللونية الخاصة التي يقومون بتفعيلها على الشاشات أثناء عملية التصوير، وهي خاصية أيضا مفيدة إذا ماكنت تريد أن تستمر بالتأكد على شكل أو إحساس الصورة بإضائتها وألوانها خلال مرحلة التصوير.
التسجيل
إن مهمة الشاشات اليوم ليست فقط في عملية عرض الصورة التي تقوم الكاميرا بتصوريها ولكن أيضا أصبح
من مهام الشاشات التسجيل، تسجيل بجودة جدا عالية كالـ RAW وهي أحد أجود الصيغ التي يتم التصوير فيها نظرا لما تحمله من مميزات فعلى السبيل لو كنت تمتلك كاميرا لا تستطيع التصوير بجودة عالية فبمجرد توصيلها لشاشة تتوافر فيها هذه الخاصية سوف تكونون قادرين على التسجيل بجودة عالية ومتعددة.
البرودكاست
كذلك من المميزات التي تتوافر في الشاشات إنك تستطيع إستعمال الشاشة كوحدة تحكم للكاميرات في العرض المباشر وهذه الميزة مفيدة لمن يهتم في التصوير المباشر أو البرودكاست، حيث تستطيع توصيل أكثر من كاميرا لشاشة واحدة وتستطيع الإنتقال من كاميرا ١ إلى كاميرا ٢ بسهولة عن طريقة ضغطة إصبع.
وبما أننا في هذه المقالة نتناول موضوع الشاشات فكما ذكرت إن الشاشات مهمتها تعدت مجرد عملية العرض و التسجيل أو حتى إستخدامها في مرحلة التصوير فقط، إن الشاشات مهمة أيضا في مرحلة تعديل الألوان، وهنا المعضلة الكبرى التي يعاني منها أغلب الفنيين الذين يقومون بتلوين الأفلام، فكما نعلم ايوم تتوافر من حولنا الكثير من الشاشات ويتم عرض نفس المحتوى في أكثر من مكان التلفاز و السينما والهواتف
الذكية وبسبب هذا التعدد ظهرت لنا مشكلة وهي اختلاف درجات الإضاءة والألوان في كل شاشة فعلى سبيل مثال المساحة اللونية التي يتم التلوين فيها للأفلام التي تعرض في السينما DCI - P3 تختلف عن التي تعرض في التلفاز Rec709 ولحل هذه المشكلة لابد من توافر شاشة تعتبر القاعدة أو المرجع الأساسي الذي يعطي الحلول لهذه المشكلات بحيث لو أردت التلوين علىى أي مساحة لونية أو لأي جهاز عرض تستطيع إختيار إدخال القيم المعدلة والتأكد من إن القيم المدخلة تشابه النتيجة التي سوف تعرض بدون أي يحدث أي نوع من التغيير في الألوان أثناء عملية تصدير الفيديو، وإن أحدث أجود الشاشات في وقتنا الحالي هي شاشة Dolby PRM 4220, وتعتبر شركة سينماجك من الشركات الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذه التقنية الحديثة.
Comments